الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال ابن زنجلة: {لا أقسم بيوم القيامة} قرأ ابن كثير {لأقسم بيوم القيامة} بغير ألف يجعل اللام لام تأكيد المعنى أقسم بيوم القيامة كما تقول أقوم ثم تدخل اللام فتقول لأقوم روي عن الحسن أنه على هذه القراءة قال إن الله تعالى أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة. وقرأ الباقون {لا أقسم} بالألف واختلف النحويين في لا فقال الكسائي وأبو عبيد لا صلة زائدة والتقدير أقسم بيوم القيامة ولا على قولهما صلة كالتي في قوله: {لئلا يعلم أهل الكتاب} والمعنى لأن يعلم فإن قلت لا وما والحروف التي تكون زوائد إنما تكون بين كلامين كقوله: {مما خطاياهم} وقوله: {فبما رحمة من الله} ولا تكاد تزاد أولا فقد قالوا إن مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحدة قالوا والذي يدل على ذلك أنه قد يذكر الشيء في سورة ويجيء جوابه في سورة أخرى كقوله: {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} جاء جوابه في سورة أخرى فقال: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} وقال الفراء العرب لا تزيد لا في أول الكلمة ولكن لا في ها هنا رد لكلام كأنهم أنكروا البعث فقيل ليس الأمر على ما ذكرتم أقسم بيوم القيامة. {فإذا برق البصر} قرأ نافع {فإذا برق البصر} بفتح الراء أي شخص إذا فتح عينيه عند الموت كذا قال الفراء وقال آخرون برق لمع بصره. وقرأ الباقون {برق} بالكسر أي تحير وقال الفراء {برق} فزع قال وأنشدني بعض العرب: أي لا تفزع من هول الجراح {كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة} [21، 20]. قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة} بالياء وحجتهم أنه ذكر قبل ذلك الإنسان فقال: {ينبأ الإنسان يومئذ} {بل الإنسان على نفسه بصِيرة} 14، 13 والإنسان في هذا الوضع في معنى الناس فأخرجوا الخبر عنهم إذ كان ذلك في سياق الخبر عنهم ليأتلف الكلام على نظام واحد. وقرأ الباقون {بل تحبون} {وتذرون} بالتاء على الخطاب أي قل لهم يا محمد بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة الباقية ثم وصف المؤمن والكافر على إثرها وقيل {من راق} 27 قرأ حفص {وقيل من راق} بإظهار النون إعلاما أن من منفصلة من الراء المعنى هل من مداو. وقرأ الباقون بالإدغام لقرب النون من الراء. {ألم يك نطفة من مني يمنى} 37 قرأ حفص {من مني يمنى} بالياء وقرأ الباقون بالتاء فمن قرأ {يمنى} فللفظ {مني} ومن قرأ بالتاء فللفظ {نطفة}. اهـ. .فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .[القيامة: الآيات 1- 4] .الإعراب: وجملة: {أقسم} (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجواب القسم لكلا الجملتين محذوف دلّ عليه ما بعده أي: لتبعثنّ. 3- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ التوبيخيّ (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف. وجملة: {يحسب الإنسان..}. لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: {لن نجمع..}. في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. والمصدر المؤوّل: {أن لن نجمع..}. في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {يحسب}. 4- {بلى} حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى نجمعها {قادرين} حال منصوبة من فاعل الفعل المقدّر {أن} حرف مصدريّ ونصب... والمصدر المؤوّل: {أن نسوّي..}. في محلّ جرّ بـ {على} متعلّق بـ {قادرين}. وجملة: (نجمعها) {قادرين} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {نسوّي..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). .الصرف: .البلاغة: فهذه الآية تعدّ من محاسن التقسيم، لتناسب الأمرين المقسم بهما، فقد أقسم بيوم البعث أولا، ثم أقسم بالنفوس المجزية فيه، على حقيقة البعث والجزاء. .[القيامة: الآيات 5- 6] .الإعراب: جملة: {يريد الإنسان..}. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {يفجر..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. والمصدر المؤوّل: {أن يفجر..}. في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد- وهو المحلّ البعيد- وجملة: {يسأل..}. في محلّ نصب حال من فاعل (يفجر). وجملة: {أيّان يوم..}. في محلّ نصب مفعول به لفعل {يسأل} المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ. .الصرف: (6) {أيّان}: اسم استفهام- وقد يكون للشرط- مستعمل للدلالة على الزمان، وزنه فعّال بفتح الفاء. .[القيامة: الآيات 7- 10] .الإعراب: جملة: {برق البصر..}. في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: {خسف القمر..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {برق البصر}. وجملة: {جمع الشمس..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {برق البصر}. وجملة: {يقول الإنسان..}. لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: {أين المفرّ..}. في محلّ نصب مقول القول. .الصرف: .[القيامة: الآيات 11- 13] .الإعراب: جملة: {لا وزر..}. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {إلى ربّك.. المستقرّ}. لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: {ينبّأ الإنسان..}. لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: {قدّم..}. لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة: {أخّر..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. .الصرف: .[القيامة: الآيات 14- 15] .الإعراب: جملة: {الإنسان.. بصِيرة} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {ألقى..}. في محلّ نصب حال من الضمير في {بصِيرة..} وجواب الشرط محذوف تقديره: ما قبلت منه. .الصرف: {معاذير}، جمع معذرة على غير قياس، وهو اسم جمع على رأي الزمخشريّ.. .[القيامة: الآيات 16- 19] .الإعراب: والمصدر المؤوّل: {أن تعجل} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {تحرك}. {به} الثاني متعلّق بـ {تعجل}، {علينا} متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة للجواب. جملة: {لا تحرك..}. لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {تعجل..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: {إنّ علينا جمعه..}. لا محلّ لها تعليل للنهي. وجملة: {قرآناه..}. في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: {اتّبع..}. لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. 19- {ثمّ} حرف عطف {علينا} متعلّق بخبر إنّ الثاني {بيانه} اسم إنّ منصوب.. وجملة: {إنّ علينا بيانه} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. .الصرف: .الفوائد: فقد ورد عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، فأنزل اللّه عز وجل: {لا تحرك به لسانك}، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأ وفي رواية: كما وعده اللّه تعالى. هذا لفظ الحميدي. ورواه البغوي من طريق البخاري، وقال فيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان مما يحرك لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل اللّه وعز وجل الآية: {لا تحرك به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقرآنه}. قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك ونقرأه {فَإِذا قرآناهُ فَاتَّبِعْ قرآنه}. فإذا أنزلناه فاستمع {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ} علينا أن نبينه بلسانك. فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده اللّه تعالى. وفي رواية: كان يحرك شفتيه إذا نزل عليه، يخشى أن يتفلت منه، فقيل له: {لا تحرك به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وقرآنه}. أي نجمعه في صدرك، وقرآنه أي تقرأه.
|